SkripsiQ


الباب الأول

الإطار العام

‌أ.      خلفية البحث

أنّ اللّغة هي وسيلة لتعبير الشعور والرجاء وإرادة الناس، واللغة العربية هي كلمة يعبر بها العرب عن أغراضهم.[1] ويقال أيضا أنّها ألة للتفاهم بين مجموعة الإنسان. واللّغة العربية إحدي اللّغات العلمية المهمّة لأنّها لغة سادسة فى العالم الآن يتحدّث بها ما أكثر من ثلثمائة ما بين عربي وغير عربي. واللّغة العربية هي خير اللّغات والألسنة.

 إنّ عوامل تعليم اللغة أربعة العربية المعلم والمتعلم والطريقة والمنهج. والتقويم اللغة العربية آلة من الألات المهمة لفهم دين الإسلام من مصدره الأصلي وهو القرأن الكريم و الحديث الشريف. هذا ما يدافع المسلمين إلى تعليم و تعلمها. روى مسلم، أن النبي صلى الله عليه السلام قال: " أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي" . وقال أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي عنه ليدفع الحماس المسلمين في تعليم اللغة العربية : أحرصوا على تعليم اللغة العربية فإنه جزء من دينكم.[2]

في القرن السابع الميلادي الموافق للقرن الأول الهجري، دخل الإسلام إلى إندونيسيا وانتشر فيها حتى أصبح الآن دين أغلبية السكان. وخاصة في بلادنا إندونيسيا التي ترغب في توثيق علاقتها بالإسلام دينية كانت أو ثقافيه. نرى أنّ اللغة العرابية تكتسب أهتماما خاصا في كثير من البلدان الأعجمية مثل إندونيسيا نظرا للمكانة الإقتصادية و السياسية التي تمتع بها .كما أخدت أفراد كثيرون يرغبون في تعليم اللغة العرابية.و أخدت دول كثيرة تفرض تعليم العربية على طلاب المدارس ، كما حدث في بلادنا إندونيسيا.[3]

إن البلاغة لها مكانة عظيمة رفيعة فى النص الأدبى. علم البلاغة هو علم بأصول تعرف بها دقائق العربية وأسرارها وتكشف به وجوه الإعجاز فى نظر القرآن العظيم. امّا البلاغة ثلاثة عناصر هي: علم المعاني, علم البيان, وعلم البديع. علم البلاغة من احد العلم التي تبحث اللغة العربية وهي لغة الوصول والإنتهاء يقال بلغ فلان مراده اي غرضه ومقصوده إذا وصل اليه يقال بلغ الركب المدينة إذا إنتهى اليها, والبحث عنها من حيث إن المتكلم الذي يريد أداء اي المعنى بكلام مطابق لمقتضى الحال يتأتئ له ان يورده بتراكيب مختلفة هي رسالة بلاغيّة مقتضية في علم البيانِ، حدّا، وموضوعا، وفائدة، مشتملة على ثلاثة مطالب: في التّشبيه، والمجاز، والكناية، في فصول قصيرة. والبلاغة تتناول القواعدا التي تحكم العمل الأدبيّ من تشبيه و مجاز و كناية (علم البيان) ومدى مطبقاته لمقتضى احوال المخاطبين (علم المعاني) ووجود تحسينه وتزيينه (علم البديع)[4].

البلاغة ابتداء في لغة العرب لأنها من حسن البيان وقوّة التأثير. وهي عند علماء البلاغة: علم تدرس فيه وجوه حسن البيان، ومن هنا فإن علوم البلاغة لعبت دورا كبيرا في تاريخ العرب من حيث تخليد البلغاء وضربهم للناس أمثلة يحتذون بها ورفع شأن المتكلم أوالخطيب أو الشاعر بحسب قربه أو التصاقه بقواعد البلاغة وقوانينها. وهي مشتقة من كلمة بلغ، التي تعني الوصول إلى النهاية، فهي تعني في اللغةإيصال المعنى كاملا إلى ذهن القارئ والسامع. تقسم علم البلاغة في اللغة العربية إلى ثلاثة فروع هي: علم البيان,و علم المعاني,و علم البديع.[5]

والبلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته ، وهو يختلف لتفاوت مقامات الكلام  ، فمقام كل من التنكير والإطلاق والتقديم والذكر والفصل والإيجاز وخطاب الذكي يباين مقام خلافه ، ولكل كلمة مع صاحبتها مقام ، وارتفاع شأن الكلام في الحسن والقبول بمطابقته للاعتبار المناسب ، وانحطاطه بعدهما.

ومن أقسام البلاغة الثلاثة اختار الباحث أحد عناصرها وهي علم البيان ليكون البحث  بحثا عميقا, وهو يشتمل التشبيه والمجاز والكناية.

ونظم هداية الأذكياء من منظوبة البحر الكامل للشيخ زين الدين بن على المعبارى وهو كتاب يبحث عن علم التصوف,متكوّن الى مائة وثمانية وثمانين بيتا وموضوعه الثاني وعشرون.

فأراد الباحث ان يعرف الصور البيانية و كيف الطريقة لمعرفته في نظم هداية الأذكياء من تشبيه و مجاز و كناية,إنّ هذا الكتب الذي يبيّن من احد علم التصوّف هو يتكوّن من مائة وثمانية وثمانين بيتا.[6] فهو يبحث عن الشريعة والطريقة والحقيقة ولذلك اصبح الباحث ناشطا ليبحثه بتدريب النفس لكي يستطيع الباحث أن يدرب نفسه الرديعة حتّى اصبح اسعد الناس في الدارين ولفهم المعنى الحقيقي الذي قصده المصنّف. ولذالك اختار الباحث موضوع بحثه بعنوان " الصوّر البيانية في نظم هداية الأذكياء (دراسة تحليلية بلاغية)". 

‌ب.    أسئلة البحث

كانت أسئلة هذا البحث ما يلي :

۱. ما هي الصور البيانية في نظم هداية الأذكياء ؟

2. ما هي معانى هذه الصور ؟

‌ج.    أهداف البحث

لهذا البحث بارزة وهي :

۱. معرفة الصور البيانية في نظم هداية الأذكياء

2. معرفة معانى الصور البيانية

‌د.     فوائد البحث

يرج الباحث ان يكون هذا البحث نافعا من ناحتين :

۱.من الناحية النظرية

أ. كيفية تحليل الصوّر البيانية من التشبيه و المجاز و الكناية

ب. ومن الممكن أن يجعل هذا البحث أحد المصادر الذى يدافعه إلى البحث الآخر.

ج. معرفة استعمال علم البيان في نشر علم التصوّف.

۲.   من الناحية التطبيقية

أ. ليعرّف الباحث الناس أهمية علم البلاغة.

ب. ليعطى المدرسين و التلاميذ التوجيهات و الارشادات المفيدة بهذه البحث.

ج. ليسهل من يريد ان يطلب الصوّر البيانية في هذا النظم.

‌ه.                 حدود البحث

1. الصور جمع صورة من جمع التكثير هي الشكل الذي أعطاه المثال إيّاه والعلاقة بين الموضوع المحمول[7].    

2. البيان هي علم يبحث فيه عن التشبيه والمجاز والكناية.

3. نظم هو الشعر الذي يحتاج الى تغنّى

4. هداية الأذكياء هي من منظومة بحر الكامل التي تتكون من مئة وثمانية وثمانين بيتا الفه الشيخ زين الدين بن على المعبري المليباري من علماء كوشن.    

‌و.                الدراسات السابقات

       وعلى أساس نتيجة الدراسة السابقة وقد سبق عدد من الباحثين بحثوا عن تحليل عناصر البيان ، منها:

1. البحث العلمي الذي قدّم محمد محصون, تحت الموضوع " المجاز في قصيدة الدباء (دراسة تحليلية بلاغية)" احد الطالب في الجامعة الإسلامية الحكومية سونان أمفيل سورا بيا, في هذا البحث اراد الباحث ان يبحث المجاز في البلاغة هو من علم البيان وغايته معرفة عدد المجاز في قصيدة الدبائية ولكن البحث  قليل جدا لأنها لا من المجاز فقط, في حين البحث إذا أن أعرف عن علم البيان الذي يشمل التشبيه و المجاز والكناية. ولذلك يدفعني ان أبحث علم البيان اجمالا و تفصيلا.

2. البحث العلم الذي قام محمد مؤمن صادق, 2008-2009  تحت الموضوع " الصورة البيانية في شعر خليلى مطران (دراسة بلاغية نقدية تطبيقية) " هو احد الطالب من جامعة ام دردان الإسلامية كلية الدراسات العليا لنيل الماجستير, في هذا البحث العلمي بحث الباحث وتحليل الشعر حليل المطران تفصيلا ويطلبه هو من التشبيه والإستعارة والكناية بغير المجاز في هذا البحث ليس بجدول ايضا ليسهل الناس ان يفهمه وفي اللغة لأن اللغة العرابية متفرّقة في اي بلاد في العالم لاسيما في اندونسي لكن لا مسئلة به فاراد ان يفهم العلم بالدراسة ليزيد كثير من معرفة علم المعارف.   

3. البحث العلمي الذي قدم حميد قبايلي, 2003-2004 تحت الموضوع " الصورة البيانية في المدحة النبوّية عند حسّان بن ثابت الأنصاري  (دراسة تحليلية بلاغية) " احد الطالب في جامعة منتوري قسنطنينة كلية الآداب واللغات قسم اللغة العربية وآدابها في نيل رسالة الماجستير, في هذا البحث العلمي يبحث الباحث ان تتوزع فصولها على الوان البيان المعرفة هو من التشبيه والإستعارة والمجاز والكناية فقط وينقسمه الى ثمانية مباحث يحتوي الى المقدمة وافصل الأول لدراسة تحليلية للصورة الإستعارة وانواعها ومختلف أغراض بلاغتها والفصل الثاني الى دراسة تحليلية للصورة الكنائية واقسامها واغراضها وبلاغتها والفصل الثالث بالدراسة التحليلية للصورة التشبيهية واركانها واقسامها واغراضها وبلاغتها وافصل الرابع من مدار الصورة المجازية واقسامها والخاتمة. الأول ننظر على تلك المراتب قد نفهم لأن بحثه غير ترتيب لأنّ فنّ من علم البيان في كثيرة كتب البلاغة التشبيه والمجاز بقسم الى الإستعارة والمجاز العقلي والمرسل والمراكب والكناية ولقد شجع الباحث ليغيير هذه التراتيب, وذلك لا مسئلة لأنّ الباحث نيل الدراجة الماجستير لا بدّ ان ينتشر المآدة هذا فرق لنيل الدراجة الأولى في كلية الدور.      

بناء علىى اتقن الباحث أن الدراسات السابقات أنه لم يجد أي شخص يبحث في نظم هداية الأذكياء، لأن الطلاب نادرا ما يبحث هذا نظم من ناحية البلاغية, كان معظم الطلاب الذين درسوا علم البلاغة سوف يرتبطون بالتأكيد العلم و الأدب العربيّ الذي منه علم البلاغة. فعلماء الصوفية أيضا يستخدمون الصوّر البيانية في تصنيف الكتب و النُظُم, والواقع وجد الباحث ذلك نظم هداية الأذكياء هناك حيث كانت الصوّر البيانية.

وكذلك في هذه الفرصة كان الباحث يناقش علم البيان بتحليل جميع الصوّر البيانية من التشبيه والمجاز والكناية الموجودة في نظم هداية الأذكياء للشيخ زين الدين بن على المعباري المليباري أسأل الله أن ييسر ما يريد عبده في إكمال الإقتراح لنيل الدرجات الأولى.

‌ز.                تحديد المصطلحات

لفهم المصطلحات الواردة في هذا البحث " الصوّر البيانية في نظم هداية الأذكياء  (دراسة تحليلية بلاغية)"، سيوضح الباحث بعض المصطلحات التي تتعلق بعنوان البحث كما يلي:

1. علم البيان

علم البيان هو علم يبحث فيه عن التشبيه والمجاز والكناية[8]. 

الأول : التشبية هو لغة جعل الشيئ شبيها بأخر, واصطلاحا الحاق المتكلم أمرا بأمر في وصف بأداة لغرض. نحو العلم كالنّور في الهداية.[9]

الثاني : المجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إردة المعنى السابق كقولنا رأيت اسدا في الدار.[10]

الثالث : الكناية هي لغة ترك التصريح بالشيئ و اصتلاحا لفظ اريد به لازم معناه مع جواز ارادة ذلك المعنى,[11] مثل طويل النجاد اي طويل القامة.

۲. نظم هداية الأذكياء

هي من منظوبة البحر الكامل للشيخ زين الدين بن على المعبارى المليباري الى طريق الأولياء ولد رحمه الله تعالى في كوشن من مدن مليبار بعد طلوع الشمس من يوم الخميس الثاني و عشر من شهر شعبان سنة اثنين او إحدى وسبعين وثمانمائة.[12] هو كتاب يبحث عن علم التصوف,متكوّن الى مائة وثمانية وثمانين بيتا وموضوعه الثاني وعشرون كلهم مهمة ليدرس الناس.[13]





















الباب الثانى

الإطار النظرى

أ.  تعريف البيان

1.هناك تعريف عن علم البيان

وهو ثاني علم البلاغة الثلاثة البيان هو علم يبحث فيه عن التشبيه والمجاز والكناية.[14] هو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه ، ودلالة اللفظ على معناه دلالة مطابقة ، وعلى جزئه تضمين ، وعلى لازمه الذهني التزام ، والأولَيَان لفظيتان ، والثالثة عقلية، والإيراد المذكور،إنما يتأتى بالآخرتَين ، ولفظ كل منهما إن قامت قرينة على عدم إرادة ما وُضع له فمجاز ، وإلاّ فكناية ، ثم من المجاز ما يُبنى على التشبيه ، فتعين ذكره مع المجاز والكناية ؛ فانحصر في الثلاثة[15].

علم البيان هو قواعد لمعرفة كيفية تسليم رسالة مع مجموعة متنوعة من الطرق المختلفة إلى الأخرى من حيث شرح معنى تسمية حالة[16]. وفي جواهر المكنون اراد الشاعر لشرح البيان أنّ له فروع لمعرفة طرق التطبيق المعنى بلفظ مختلف شرحا, وينقسم الى ثلاثة أنواع : التشبيه و المجاز و الكناية كما قال الشاعر.[17]

فنّ البيان علم ما به عرف# تأدية المعنى بلفظ مختلف

وضوحها واحصره في ثلاثة # تشبيه أو مجاز أو كناية

المقصود في هذا البيت البيان هو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد المدلول عليه بكلام مطابق لمقتضى الحال بطرق مختلفة في إبضاح الدلالة عليه, اراد بمعنى الواحد الربط بين معنى مع الفهم بسبب الدلالة المدلول. تعريف علم البيان، تحليل مكونات التعريف، بيان علاقة علم البيان بعلم المعاني، وبعلم البلاغة، حصر أبواب علم البيان عند الجمهور.[18] وقال الصبان عن الأطول يريد أنه يحتاج اليه في نفس البلاغة في الجملة إلا أنه لا يتم البلاغة كلام بدون إعمال علم البيان.[19]وعند الأخرى علم البيان هو علم يقصد به ايراد المعنى بأساليب مختلفة لإفادة ذلك المعنى إيضاحا وليكون أكثر تمثيلا لموضوع الكلام. ومرجع هذا العلم الى التشبيه وامجاز والإستعارة والكناية.[20]

  اذن قد إتّفق جمهور العلماء البلاغة في علم البيان هو علم يبحث فيه عن التشبيه والمجاز والكناية.[21]

ويريد الباحث أن يبحث علم البيان عن التشبيه والمجاز والكناية , ولكن يقسم الباحث من المجاز بحث الإستعارة والمجاز المرسل والمجاز العقلي كما ينظر انواع علم البيان في احد الكتاب المشهورة بعلم البلاغة.[22] ولا يدخل الباحث بالمجاز المركب لجهل الباحث نفسه عن فهم المجاز المركب بالعميق.

أ). التشبيه

 التشبيه في القاموس المنوّر[23] هي التمثيل وهما مرادفان, لغة جعل الشيئ شبيها بأخر. واصتلاحا الحاق امر بأمر في وصف بأداة لغرض اي معنى, نحو شارك زيد عمرا في الدار. ويتعلق بالتشبيه هنا ثلاثة مباحث: الأول في اركانه والثاني في اقسامه, والثالث في الغرض الداعى منه اي من التشبيه.[24]

1) . اركان التشبيه

وأركنه اربعة وجه وأدة وطرفان نحو زيد كالأسد في الشجاعة فالوجه المعنى الجامع بين زيد والأسد وهو الشجاعة والأداة الة وهو الكاف والطرفان زيد والأسد  وقد يقتصر على لفظهما.[25]

يعني أركان التشبيه هي : وجه الشبه وألة التشبيه والمشبه والمشبه به.[26]

واذا حذفت ادة التشبيه و وجهه سمي تشبيها بليغا لأنّ حذف الأدة ووجه يوقع في ذهن السامع تحقق دعوى اتّحاد الطرفين نحو: قوله تعالى "وجعلنا الليل لباسا[27]" اي كللباس في ستر وقد يسمى هذا التشبيه تشبيها مؤكدا ايضا.

2). اقسام التشبيه

تنقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه الى أربعة تمثيل وغير تمثيل و مجمل و مفصّل.[28]

وينقسم باعتبار ادته اي حذفها وذكرها الى قسمين مؤكد وهو ما حذفت ادته, نحو هو بحر في الجود. ومرسل وهو ما ليس كذلك, نحو: هو كالبحر كرما. ومن المؤكد ما أضيف فيه المشبه الى المشبه.[29]

3). اغراض التشبيه

غاية التشبيه كشف حال المشبه اي بيان أنه على وصف من الأوصاف كتشبيه ثوب بثوب في لونه إذا كان لونه مجهولا للمخاطب. ومنها بيان مقدار حال المشبه إذا كان السامع يعلمها إجمالا[30], بأن عرف السامع  صفة ولكن , جهل مرتبتها من قوّة وضعف وزيد ونقص.[31]





ب). المجاز

هو اصطلاحا اللفظ[32] المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى السابق. والمجاز إن كانت علاقته كالدرر المستعملة في المليمة الفصيحة في قولك : فلان يتكلم بالدرر, فإنها مستعملة في غير ما وضعت له. والذي يمنع من إيردة المعنى الحقيق قرينة "يتكلم" اي قرينة لفطية.

إذن عند رأي الباحث المجاز يعني اللفظ المستعمل في غير ما وضع له ولا بدَ فيه من قَرينة مانعة عن إرادة المعنى الموضوع لَه اللفظ: متّصلَة، أو منفَصلَة: لَفظيّة، أو عقلية.

ولكن المجاز إذا علاقته بالمشبهة هو من الإستعارة بل المجاز إذا علاقته غير المشبهة هو المجاز المرسل و المجاز العقلى.[33]



1). الإستعارة

وهي كَما عرفت مجاز، علاقتها المشابهة، ووجه المبالغة فيها.[34]

ولكنّ الإستعارة في اصتلاح اليبانيين هي استعمال اللفظ في غير ما وضع لعلاقة المشابهة بين المعنى المنقول عنه والمعنى المستعمل فيه, مع قرينة صارفة عن اردة المعنى الأصلي.[35]

2). المجاز المرسال

وهو كلمة استعملت في غير معناها الحقيقي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي.[36]

و اعتباره من المفرد و المركب منه فسيأتي هو مجاز علاقته غير المشابهة:

كالسببية والمسببية والجزئية والكلية واعتبار ما كان وهو النظر الى الماضي واعتبار ما يكون اي ما يؤول اليه وهو النظر الى المستقبل والمحلّية والحالية واللازمية.[37]

3). المجاز العقلى

هو إسناد فعل الى غير ما له في الحقيقة لعلاقة مع قرينة تمنع من إردة الإسناد الحقيقي.

للمجاز العقلي علاقات منها:

السببية والزمانية والمكانية والمصدرية.[38]

ويعلم ممّا سبق أنّ المجاز المرسل يكون في اللفظ, والمجاز العقلي يكون في الإسناد فهو إسناد الفعل او ما في معناه الى غير ما هو له.



ج). الكناية

هي لغة ما يتكلم به الإنسان ويريد به غيره او ترك التصريح بالشيئ والصتلاحا لفظ له معني حقيقي اطلق ولم يزد منه ذلك المعنى الحقيقي بل اريد به لازم معناه الحقيقي لاستعماله فيه والمراد باللزوم هنا مطلق الإرتباط ولو بعرف مع جواز ارادت ذلك المعنى الحقيقي لذاته مع لازمه على أنّ الغرض المقصود بالذات هو اللازم بمعنى أنه لابدّ أن لا تصحبه قرينة مانيعة من إردة المعنى الحقيقي[39].

وقال احمد دمنهوري قد عرف الكناية بأنها اللفظ الذي اريد به لازم معناه مع جواز إردته نحو طويل النجاد, فإنّ المرد لازم معناه وهو طويل القامة.[40]

ب. نظم هداية الأذكياء

اعلم أنّ هذا الناظم هو الشيخ زين الدين بن علي المعبري المليباري الشافعي ولد رحمه الله تعالى في كوشن من مدن مليبار بعد طلوع الشمس من يوم الخميس الثاني عشر من شهر شعبان سنة اثنتين او إحد عشر وسبعين وثمانمائة ونقله عمه القاضى زين الدين بن احمد الى فنان وهو صغير وتوفي في نصف الثانى من ليلة الجمعة السادسة عشر من شهر شعبان سنة ثمان وعشرين وتسعمائة من الهجرة النبوية. ولهذا الناظم مصنفات كثيرة كتحفة الأخباء و ارشاد القاصدين في اختصار منهاج العابدين و شعب الإيمان المعربة المختصرة من شعب الإيمان الفارسية للعلامة السيد نور الدين الايجي وهي منتشرة في بلاد الجاوة مع كثرة التحريف ولذلك نقلت الأبيات التي فيها ثمّ شرحتها بإختصار. وسبب نظم هذه الأبيات كما حكي الناظم انه كان مترددا فيما يشتغل به من العلوم ايشتغل بالفقه ونحوه او بالتصوّف كالعوارف وغيرها فرأى في المنام ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شهر شعبان سنة اربع عشرة وتسعمائة من الهجرة قائلا يقول إنّ التصوّف اولى بالاشتغال فإنّ السابح في الماء الجاري إذا اراد ان يعبر من جانب الى جانب في عرض النهر يسبح الى مقصده من الجهة التي يجرى الماء منها وهي جهة العلو حتى يصل الى مقصده ولا يسبح في مجرّد العرض فإنّه لا يصل بذلك الى مقصده بل ينتهى إلى أسفل منه ففهم بذالك أن اشتغال بالتصوّف يوصل الى المقصد والاشتغال بالفقه ونحوه لايوصل اليه وبعد هذا الرؤيا اشتغل بإنشاء هذه الأبيات التي هي مائة وثمانية وثمانون بيتا.[41]

امّا حده فهو علم يعرف به احوال النفس وصفاتها الذميمة والحميدة. وامّا موضوعه فهو النفس من حيث ما يعرض لها من الأحوال والصفات. وامّا ثمرته فهي التوصل الى تحلية القلب عن الأغيار وتحليته بمشاهدة المالك الغفّار. وأمّا حكمه وهو الوجوب العيني على كلّ مكلف وذلك لأنّه كما يجب تعلم ما يصلح الظاهر كذلك يجب ما يصلح الباطن.[42] هذا الكتاب مهم جدا ليتعلم من يحب علم التصوّف لأنّه يعطى كثيرا من الفوائد التي شرحه العلماء في زمانه, لكن الباحث يوجد امام نووي الجاوي و سيد ابي بكر المعروف فقط يشرحان نظم هداية الأذكياء للشيخ زين الدين بن على المعباري المليباري.

الباب الثالث

منهجية البحث

منهجية البحث هي المنهجية العلمية لوجود البيانات بغرض اكتشافها وتطويرها وتثبتها، ومعرفة معينة حتى تستطيع أن تستخدمها للفهم وإخراج المشكلة.[43] والأخرى هي الطريقة التي يستخدمها الباحثون للوصول إلى المحصول. ومنهج البحث اللغوي يتعلق بهدف الدراسة اللغوية. وهو جمع البيانات وتحليلها مع دراسة الظواهر اللغوية. والدراسة اللغوية يمكن إجرائها في الميدان أم في المكتبة.[44] ان منهج البحث مرشدا يتضمن على خطوات يسير عليها الباحث عند أداء البحث. و يبين هذا المنهج عن  أنواع الطرق المستخدمة في البحث. و يلي البيان عن تلك الطرق المقصودة.[45] ففي هذا البحث اختار الباحث بحثا مكتبيا بمنهج التحليل الوصفي.



1.               مدخل البحث ومنهجه

وينقسم المجهج البحث الى خمسة أقسام وهي المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والمنهج التجربي والمنهج الإجرائ والمنهج [46]Grounden research, والمنهج الذي يستخدمها الباحث في هذا البحث هو منهج الوصفي الكيفي. يستخدمها لأنّ الباحث واقف في تصوير البيانات باعتماد على الوقع والظاهر التي تتعلق بالمسألة يبحثها الباحث. ولا يستعمل في هذ البحث الرقم الا إعطاء التفسير في الإنتاج. المنهج الوصفي هو منهج البحث الذي يعتمد على دراسة الواقع والظاهر او البحث عن الإرتباط وليس لإمتحان الفرض او ليصنع التنبؤ. والمنهج الكيفي هو منهج البحث الذي فيه نشاط لجميع البيانات ولا يستعمل الباحث الرقم الاّ إعطاء التفسير في الإنتاج.[47] والمنهج الوصفي ينقسم على كثيرة من الدراسات التحليلية والدراسة التقابلية والدراسة الطويلة.[48] ,وأمّا الدراسة المستخدمة في هذا البحث هي الدراسة التحليلية. والبيانات الوجودة في هذا البحث  مأخودة من المكتب فحسب, فكان هذا البحث يسمّى أيضا بالدراسة المكتبية (Library Research) وهي الدراسة الذي يواجه الباحث فيها إلى النّصوص المرتبطة بالبحث مباشرا ليس يهتم الى الحوادث في الواقع.[49]

لذلك, وصفت هذه الظاهرة مبين من الصوّر البيانية في نظم هداية الأذكياء عن علم التصوّف. وللمنهج المكتبي في هذا البحث أهداف تالية :

1.      لمساعدة الإنسان ان يعرف علم البيان في نظم هداية الأذكياء

2.      من أجل التدريبات والمعارف

3.      معرفة علم البلاغة ليس في الشعر العلم الأدب العربي فقط، بل في شعر العلوم التصوّف أيضا.

4.      معرفة ما يقوم به الآخرون في حلول المشاكل والأوضاع, للتعلم منهم من أجل خطط العمل واتخاذ القرارات في المستقبل[50].

ويستخدم هذا المنهج المكتبي لتحليل الصوّر البيانية في نظم هداية الأذكياء عن التشبيه و المجاز والكناية. ويتم الحصول على ذلك من نتائج التحليلية عن الصوّر البيانية في ذلك النظم باستخدام منهاج المكتبية. كان هذا البحث هو البحث المكتبي (Library Riserch) وهو منهج جمع الحقائق النظرية, يعنى الاستطلاع على كتب المراجع والمجلات والمقالات المتعلقة بمادة هذا البحث العلمى[51]. وتحليل الصوّر البيانية من التشبيه والمجاز والكناية وما في مبحثهم في نظم هداية الأذكياء.

في هذا البحث العلمي, يستخدم منهج الدراسة المكتبية، أي الدراسة لجمع البيانات و المعلومات باستعمال منهج الوثيقة، أي بأخذ البيانات من الكتب المطبوعة أو الإليكترونية و الصحف و المقالات اللآتي تتعلق بالبحث[52]، ثم مطالعتها و تحليلها. و استخدام منهج الوصفي المكتبي على سبيل التحليلية، أي وصف البيانات ترتيبيا ثم تحليلها بالدراسة المكتبية.

2.                مصادر البيانات

المراد بمصدر البيانات في الدراسة هو موضوع من حيث يمكن الحصول على البيانات[53]. الشروع في كتابة البحث فإنه الخطوة الأولى في تنفيذ البحث هي جمع البيانات باستخدام تقنية الوثائق. والوثائق هي الوسيلة للحصول على البيانات عن طريق رصد سجلات الوثائق الموجودة في المؤسسات[54]. أما كائن البحث في هذا البحث العلمي هو الصوّر البيانية من علم البلاغة عن التشبيه والمجاز والكناية . ثم لجميع البيانات مع الكتب والسجلات التي لديها ارتباط بالمشاكل المبحوثة.

إن مصادر البيانات في هذا البحث تتكون من مصادر رئيسية و مصادر ثانوية.

      أ). المصادر الرئيسية  وهي الحصول التي حصلتها الباحث من بيانات مباشرة يعنى المصادر من الكتب الضرورية كالتالي:

1). دروس البلاغة الذي الّفها اربعة وهي حفني ناصف و سلطان محمد و محمد دياب و مصطفى طمّوم وغيره.

2). في نظم هداية الأذكياء للشيخ زين الدين بن على المعباري المليباري.

ب). المصادر الثانوية وهي الحصول التي حصلتها الباحث من البيانات ولكنه من خلال المصادر الآخرى شفوية كانت أو كتابية. هذا يعنى مصادر البيانات الثانوية من الدفاتر والمقالات والكتب التي تتعلق بهذا البحث.

‌ح.               أسلوب جمع البيانات

أخذ الباحث الخطوات التالية للدراسة المكتبية, وهي :

1.   جميع المتغيرات التي يجب التحقق فيها.

2.    اختيار أوصاف المواد اللازمة من المصادر المتاحة.

3.    التحقق من الفهرس الذي يحتوى على متغيرات وموضوع البحث للدراسة.

4.    ثم الخطوة الخاصة هي بحث عن نظم والكتب, والسيرة الذاتية وغير ذلك التي تساعد للحصول على المواد ذات الصلة لهذه المشكلة في الدراسة.

5.    بعد أن يتم العثور على المعلومات ذات الصلة, تقوم الباحث بإعادة الفحص وترتيب المواد المكتبية وفقا لترتيب الأهمية لهذه المشكلة في الدراسة.

6.    بعد إيجاد المعلومات, فالقراءة, والكتابة, والترتيب, وكتابتها مرة أخرى.

7.    في الخطوة الأخيرة, وهي عملية كتابة البحث من المواد المجموعة وجعلها وحدة واحدة متكاملة في مفهوم البحث العلمي.

‌ط.                 تحليل البيانات

كما يذكر في الأوّل, أنّ هذا البحث هو البحث الوصفي الكيفي قطيعا أنّ الخطوة المستعملة في تحليل البيانات المأخودة هي:

1. الباحث مصوّرا ومحلا البيانات المأخوذة اعتمادا على نظرية علم البلاغة حتّى ينال المقصود والمراد بنتيجة الكاملة.

2. الوصفية هو الذي يظهر منه النظريات هو البحث عن الصوّر البيانية في نظم هداية الأذكياء من التشبيه والمجاز والكناية.

3. التفسيرية, وجد الباحث الكثير من البيانات المكتبية الرئيسية والثانوية تحتاج إلى البيان لمحاولة الوصول إلى الحقيقة في نظم هداية الأذكياء الذي يشتمل عن التشبيه والمجاز والكناية.

‌ي.               هيكل البحث

   يتكون هيكل البحث على النحو التالي:

        الباب الأول    : الإطار العام

  يتكون هذا الباب من مقدمة عن الإطار العام، ويشتمل على :

أ‌.       خلفية البحث

ب‌.   أسئلة البحث

ج. أهداف البحث

 د. فوائد البحث

ه. حدود البحث

و. الدراسات السابقة

ز. تحديد المصطلحات

الباب الثاني     : الإطار النظري

يحتوي على :

أ‌.         لمحة عن الصور البيانية من التشبيه والمجاز والكناية.

ب‌.      لمحة عن نظم هداية الأذكياء

الباب الثالث     : منهجية البحث

يحتوي على : (1) مدخل البحث ومنهج البحث (2) مصادر البيانات (3) أسلوب جمع البيانات (4) تحليل البيانات (5) هيكل البحث

الباب الرابع      : تحليل الصور البيانية في نظم هداية الأذكياء في هذا الباب يبحث الباحث عن الصور البيانية في نظم هداية الأذكياء،: (1) التشبيه، (2) المجاز لكن في المجاز قسم الباحث من الإستعارة والمجاز المرسل والمجاز العقلي[55]، ولا يدخل الباحث عن امجاز المركب كما قال مرّ في باب الثاني (3) الكناية،.

الباب الخامس    : الإختتام والإقتراحة



الباب االرابع

الصوّر البيانية في نظم هداية الأذكياء

تحليل الصور البيانية في نظم هداية الأذكياء وشرح المعانيها

لقد انتهى الكاتب عن بحث الصوّر البيانية ونظم هداية الأذكياء في الباب الثاني ، والآن في هذه الباب ستقدم الكاتب تحليل الصور البيانية في نظم هداية الأذكياء, وتقسيمه في التشبيه والمجاز والكناية. وقسم الباحث المجاز الذي يبحثه من الإستعارة والمجاز المرسل والمجاز العقلي, إن يوجد كلهم في هذا نظم والاّ لا يبحثه في هذا الباب. ولا يبحث الباحث عن المجاز المركب لأنّ الباحث كان اجهل لمعرفته وان يكون من الطالب يزيد البحث العلمي بالمجاز المركب فيحثّ ليبحثه ليكمل هذا البحث. وكل ما يكتب في هذا الشرح من هذه الصور البيانية نقل الباحث من كتاب الهماشة سلالم الفضلاء للشيخ محمد النواوي الجاوي ولشرح الشيخ ابي بكر المعروف بل ليس الشرح من تفسير الباحث نفسه لأنه لا يعرف شيئا الا بعون الله تعالى في اعداد هذا البحث. وقد يحتوي هذا الفصل بجدول هذه الصور وشرح المعاني في هذه الصور والخلاصة في هذه الصور والنتيجة في هذه الصور كما امرني المشرف في تعليم بالموجّهه القاديم.

  

المبحث الأول: انواع التشبيه في نظم هداية الأذكياء

‌أ.       جدول التشبيه في نظم هداية الأذكياء

الرقم
المشبه
المشبه به
وجه الشبه
اداة التشبيه

1
شريعة
سفينة
وصول الى المقصد
حرف الكاف

2
طريقة
البحر
محل للمقصود
حرف الكاف

3
حقيقة
درّ
الإنتفاء العلو
-

4
طريقة
الوراع
سائر الأعمال
حرف الكاف

5
عزيمة
رياضة
في المجاهدة
حرف الكاف

6
من
جلوس
مربّيا
حرف الكاف

7
كثرة الأورد
الصوم و الصلاة
في العبادة
حرف الكاف

8
من
خدمة
في اعانة المسلمين
حرف الكاف

9
التوب
مفتاح
في كل عبادة
-

10
محبّ الدنيا
مسكر
في صراط المستقيم
حرف الكاف

11
كلّ المعاصي
الريا والغيبة
في العزلة
حرف الكاف

12
مصلّى
الربح
في صلاة الجماعة
مثل

13
زاهد
زهادة الدنيا
في اخلاق الحميدة
حرف الكاف

14
الأئمة
الشّافعي ونحوه
على ست خصال
حرف الكاف

15
ومزيلة لحديث النفس
ينور القلب
للحال العالية
حرف الكاف(كي)




‌ب. شرح المعاني في هذه الصوّر من التشبيه كما يلي وقد يشرح لترتيب الرقم في الجدول لا في شعر الناظم :

1.   الجدول الأول شرح الناظم الشريعة هي من أوّل علم التصوّف الثلاثة, وقد شبّهت الى السفينة التي تحتاج الى الصورة لأنها من جماد ليعرّف الناس أنّ الشّريعة تكون بالتخيل ولكن السفينة تكون بالصورة  ذلك ليسهل الناس ان يفهم الشريعة, في أنها سبب الوصول الى المقصد. ولذلك قد يفهم بأن الشريعة كالسفينة الذي يجر على البحر وفيه الدر الغلا الذي من قصد من ليبلغ الدر اي الدرجة العالية عند الله ومن ابتداء علم التصوف هو الشريعة كما قال الناظم في نظم.

2.   الجدول الثاني الطريقة هي الثاني من علم التصوّف الثلاثة, شبهت الى البحر اراد الناظم لإشرح الناس الذي يريد الطريقة لابدّ ان يبدأ بالشريعة لأنّ من لايستطيع ان يمرّ البحر الاّ بالسفينة ولذلك الطريقة لا تستطيع الّا بالشريعة لمن يريد ويرج الوصول الى الله, لأنّ الطريقة محل الوصول الى الله. ولذا قد يواصل المريد اذا كمل الشريعة التي تزنين ظاهره كيعمل الصلاة الخمس كل يوم, لأنّ العبد اذا لم يعمل الصلاة بغير عذر لقد لا يليق ان يسمعه العابد[56] وهو من احد وليّ الله تعلى في الأرض .  

3.   الجدول الثالث الحقيقة هي من أخر علم التصوّف, شبه الناظم  الدّر ليفهّم الناس أنّ الدّر غير موجود الاّ في البحر, ولذلك بين الشريعة والطريقة والحقيقة كلهم وجب ترتيبهم لأن الدّر موجود في البحر وان يريد ان يمرّ الى البحر ويطلب الدّر يحتاج بالسفينة. هذه من مهمة المعارف بأنّ رأس علم التصوف ثلاثة المقامات هي الشريعة وعاملها العابد والطريقة وعاملها المريد والحقيقة وعاملها العارف كلهم وجب الترتيب لمن يريد الوصول الى الله بالطريقة والحقيقة. وانظر الى ذلك الجدول هذا من تشبيه المؤكد لأنّ الناظم يخدف وجه التشبيه.   

4.   الجدول الرابع الذي قصده الناظم الطّريقة هي الأخد بالأحوط في سائر الأعمال ولا يأخد بالرخص وذلك كالورع, شبهت بالورع لأنّه ترك الشبهات اي ترك كلّ ما يحرمه فتوى الفقهاء كالربا والمعاملة الفاسدة, اذن إنّ من اهل الطريقة صفتها الورع, وقسمه الغزالى الى أربعة اقسام وهي الورع والورع الصالحين والورع المتّقين والورع الصدّيقين.

5.   الجدول الخامس شبه الناظم العزيمة بالرياضة لأنّها الجدّ والصبر على الأمر الشاقّ على النفس, والرياضة هي مخلفة لنّفس التي يقتضيها الخلق المطلوب كالسهر والجوع والزهد والصمت والعزلة وغيرها ممّا يقرّب الى الله تعالى. وعزيمة هي لغة القصد المصمّم والمراد بها الجدّ للمخالف هوى كرياضة النفس وحملها على العمل التي يقتضيها الخلق المطلوب كالسهر والجوع والزهد والصمت والعزلة وترك المشبهات وغيرها ممّا يقرّب الى الله تعالى.    

6.   الجدول السادس يعني لكل واحد من القوم مسلك اختاره وسلكه فيكون واصلا الى الله تعالى من ذلك المسلك فبعضهم جالس بين الناس يربيهم بإرشادهم الى العبادة والأخلاق السنية, وقد ادخل الباحث هذا البيت "كجولسه بين الأنام مربيا * وككثرت الأوراد كالصوم الصلا" اراد الناظم ليشبه من اهل التصوف اذا جمع بالأنام كجولس في المجلس هو مربهم في كل حال من اخلاق الذي حملهم لسلامة من النار.

7.   الجدول السابع ليستمر البيت القادم وبعضهم يكثر الأوراد اي وظائف العبادة من الصوم والصلاة وقراءة القرأن والتسبيح فهذا من دراجات المتجردين للعبادة ومن طرق الصالحين, وقد امرنا الناظم بكثرة الأوراد اي ملازمتها كلّ يوم لأن الورد يحتاج الى الإستقامة والإستفامة تحتاج الى الإخلاص كالصوم في يوم الإثنين والخامس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة كل يوم خمس صلوات يوم وليلة وقد شبه الناظم كثرة الأورد بالصوم والصلاة اي اذا يعمل منهما وجب لملزمة الذكر.

8.   الجدول الثامن ليستمر البيت القادم وبعضهم ان يخدم الفقهاء والصوفية واهل الدين ويعلم كل شيئ لينفع الناس فهذا افضل من النوافل لأنه عبادة واعانة المسلمين كما قال النبي "خير الناس انفعهم للنّاس" وقد ذكي الناظم من تشبيه لفظ التصدق والنفع للناس بالخدمة لأن الخدمة يطلع تزكية النفوس وتدريب القلب من الصبر والقناعة.

9.   الجدول التاسع قد شبه الناظم اللفظ التوب بالمفتاح لطل عبادة يعني انما وجبت التوبة لأنها مفتاح للطاعات وللفتوحات الدينية والدنياوية واساس لكل الخيرات فعليها لينال المقامات العاليات فكل من اراد لينال هذه المقامات فافعل التوبة عن الذنب وكل شيئ يضرك من الدين. وانظر الى ذلك الجدول هذا من تشبيه المؤكد لأنّ الناظم يخدف وجه التشبيه.

10.         الجدول العشرة من الذي يرغب من الدنيا لا بد يكون بتحللها كل يوم لأنه قد يشعر بالملك ما في يديك, وقد شبه الناظم اللفظ محب الدنيا بمسكر اي من يشرب الخمر يعني ان من لم يزهد في الدنيا وهو محب لها فيطون مثل السكران او الغريق فلا يهتدي الى الطريق بل يقول دائما أين الطريق وذلك لإشتغال ظاهره بطلبها وباطنه بإرادتها لأنها اذا رسخت في القلب فقد ظهر ذلك على جوارح العبد بتكالية ومقاتلته عليها فيسله الله لذة القناعة ويمنعه سياسة الزاهدين فإن القلب اذا لم يقنع لم يشبع ولو ملك الدنيا بحدافيرها فحينئذ كيف بوفق للطاعة. 

11.         الجدول احد عشر قد شبه الناظم اللفظ كل المعاصى بالرياء والغيبة لأنهما اصلا لهلاك ثواب كل العبادة. يعني انّ كل المعاصي مثل الرياء والغيبة ونحوهما حصل باختلاتك بالناس واذا كان الإختلاط هو السبب في الوقوع الى المعاصي كانت العزلة مفضلة عليه زهذا باعتبار الغالب فلا ينفي التفصيل الذي مرّ ببابه ولله در القاعل :

لقاء الناس ليس يفيد شيئا * سوى الهذيان من قيل وقال

فأقلل من لقاء الناس الّا   * لأخد العلم او اصلاح حال

12.         الجدول ثاني عشر اي ولأي شيئ التعلم للعلم ان تكن متسهل في مثل هذا الربح الكثير الذي هو فائدة رأس مال تجارة الأخرة وذلك لأنه لا فائدة لك في طلب العلم الذي تزعم انك حريص على اقتباسه فإنما ثمرة العلم النافع العمل به كما قال النبي العلم لا عمل كشجر بلا ثمر, وقد شبه الناظم لمن لا علم له في الصلاة مثل هذا الربح لكن قد أخسر لأجهلا التاجر.

13.         الجدول ثلاث عشر اي شروع في بيان الشيم والأخلاق الحميدة يعني من جملة الأخلاق الحميدة الزهادة في الدنيا وترك المبالاة بها وبأهلها حال كونه متقللا منها, لأن العبد اذا يزهد الى الدنيا فلا يحتاج منها كثيرة لكن يصنعها بالقليل لأنها جيفة اي الميتة الخبيز قد لا يحتجها الّا الكلب ان يكون من الناس يطلبها وجب ان ينتزع بالكلب, وذلك لذكي الناظم ليشبه الزاهد بإختلاف الدنيا لأنه من عادة الزاهد ترك الدنيا واخد ما يحتجها.

14.         الجدول رابع عشر اي اطلب الأئمة مثل الإمام الشافعي لأنه من العالم والصوفية لأنه قد انضم هذان علمان وبهذا لابد ان حنقة الدنيا بالأصابع كما قال الشافعى من اراد الدنيا فعليه بالعلم ومن اراد الأخرة فعليه بالعلم ومن ارادهما فعليه بالعلم, وذلك قد نعرفه بمهمة العلم النافع وبسببها نعرف ما يضر وما ينفع, وقد شببه الناظم الإمام الكثيرة بالشافعى لأنه من الأئمة المشهورة حتّى الآن بكتبه وصوفيته وعلمه فمن الناس كثيرا يتبعه ويتبع مذهبه.

15.         الجدول خامس عشر يعني مزيلة الحديث اي الخاطر الرديئة فحينئذ يجب للعبد اي ايزالتها لأنّ العبد اذا كمل علمه فقد قليل كلامه لأن محافظته وعد النبي "من اضمن لي بين لحييه وبين فحديه اضمن له الجنّة" الحديث او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان زالت رديئة فينور القلب, هذا من مثلا لأن القلب من رأس الجوارح ان متت القلب متت كل من الجوارح. وبهذا شرح الباحث قد شبه الباحث اللفظ مزيلة الحديث بينور القلب بمزيلة من المشبه وينور القلب من المشبه به ووجه التشبيه للحال العالية واداته الكاف.      

‌ج.  الخلاصة في هذه الصوّر من التشبيه كالآتية :

‌د.     النتيجة في هذه الصوّر من التشبيه













المبحث الثاني: أنواع المجاز في نظم هداية الأذكياء

أ. المجاز الذي يكون في نظم هداية الأذكياء كالجدول لأتية :

انواع المجاز
المعنى الحقيقي
الأمثلة
علاقة المجاز
الرقم
المجاز العقلى
لمن يريد خير الدنيا والأخرة
تقوى الإله مدار كلّ سعادة
تقوى الإله مدار
1
المجاز العقلى
هو يعلم كل شيئ في قلبك
إنّ الله ناظر قلبكا
ناظر قلبك
2
المجاز العقلى
تلاوة القرأن بتدبر المعنى وقيام الليل والتضرع والسحر ومجالسات الصالحين
ودواء قلب خمسة
دواء قلب
3
المجاز العقلى
تعليم العلم النافع لأجل الدين
تعليمه خير عبادة
خير عبادة
4
المجاز العقلى
جهاد بالرياضة والمجاهدة والعزلة
جهاد نفس أن تزكّي ردئلها
جهاد نفس
5
الإستعارة
الطريق هو الموصل الى الله في علم التصوف فقط
إنّ الطريق شريعة وطريقة وحقيقة
الطريق هو الشريعة والطريقة والحقيقة
6
الإستعارة
يركب السفينة ويغوص في البحر
رام درّا للسفينة
من رام درّا
7
الإستعارة
قد استعار ايمان مرء بالإبل سواء في العبادة
النّاس بالإبل
النّاس والإبل
8
الإستعارة
قد استعار عمل لأجل النّاس بالشرك والرياء
عمل لأجل النّاس شرك وتركه كالرياء
عمل لأجل النّاس
9
الإستعارة
قد استعار عمل بلا ذكر بضرب معاول
عمل بلا ذكر ضرب معاولا
ضرب معاولا
10
الإستعارة
قد استعار ركعتين من الصلاة بليلة بالكنز
فلركعتين من الصلاة بليلة كنز
ركعتين بليلة مثل كنز
11
الإستعارة
قد استعار الطريقة للمشايخ بالنار والنور
بطريقة معهودة لمشايخ لترى بها نارا ونورا
نارا ونورا
12
الإستعارة
قد استعار وجه قلب بالنور الجلى
فيضيئ وجه قلب بالنور الجلى
فيضيئ وجه قلب
13
الإستعارة
قد استعار يعصى امرؤ بالرام غير الهه
يعصى امرؤ قد رام غير الهه
يعصى امرؤ
14
الإستعارة
قد استعار منزلة عندالمهيمن والناس
لاتطلبن عند المهيمن منزلة
عندالمهيمن والناس
15
المجاز المرسل
الأذب والأخلاق المحمودة
التصوف كله الأذب
ان التصوف
16
المجاز المرسل
الكتاب ربّي والحديث والإجماع وغير ذلك
بكتاب ربّي والحديث
طريق كل مشايخ
17
المجاز المرسل
رياض الصالحين وكتب الأئمّة
طالع رياض الصالحين واحكمن
رياض الصالحين
18
المجاز المرسل
لا يجوز ترك المكسب لمن عنده العيال
لايجوز قعوده عن مكسب
ام المعيل
19
المجاز المرسل
العزلة من الأغيار
العزلة الأولى اذا فسد الزمان
العزلة
20
المجاز المرسل
التعلم ليسهل ان يدخل الجنّة
طريق التعلم يسلك الى الجنان
طريق التعلم
21
المجاز المرسل
هم يطلبون ان يكونوا عبد الله حقيقة
علامات لا يطلب الدنيا
عالم الأخرى
22
المجاز المرسل
ركعة وقلبه حضور ومشاهد لله
ركعة من عارف افضل من الف ركعة عالم
ركعة والف ركعة
23
المجاز المرسل
تجاوزك عن جهلهم وسترك لهم
سلامة الدنيا حصال اربع غفر لجهل القوم
سلامة الدنيا
24







ب. شرح المعاني في هذه الصوّر من المجاز كما يلي وقد يشرح لترتيب الرقم في الجدول لا في شعر الناظم :

1.   ذكر الناظم وهو بيان ما يحتاج اليه سالك طريق الأخرة مستبدئا بالأصل الجامع لخير الدنيا والأخرة, عنده التقوي عبارة عن امتثال اومر الله واجتناب نواهيه ظاهرا وباطنا مع استشعار التعظيم الله والهيبة والخشية والرهبة من الله تعالى. ولذلك علّق الناظم عن التقوى الإله بالمدر كل سعادة. إنّ من عنده التقوى الله لا بدّ أن يخف من معصية الى ربّه, إذ امن من معصية الله امن من نار التي يقودها الناس والحجارة وكذلك تتعلق تقوى الإله من مدار كلّ سعادة لمن يريد طريق الأخرة, المقصود لا ينال خير عاجلا ولا اجلا الّا بالتقوى بل إتباع اهوى من افعال السيئات احبها الشيطان, وهذه من مجاز العقلى .

2.   فقد استعار الشاعر الطريق للشريعة هي المأمورة التي امر الله والطريقة اي الجري على ذلك والعمل به والحقيقة اي نظره لبواطن الأمور وشهود الفعل من الله وبعد تشبيه ذلك هي من استعارة مكنية لأنّ الطريق في المعنى الأصلى السبيل ولكنه في علم التّصوف الموصل للأخرة يعني الثلاثة الشريعة والطريقة والحقيقة وعدم التعاطيل لشيئ منها. كلهم متعلق لأنّ الحقيقة بلا شريعة باطلة والشريعة بلا حقيقة عاطلة, الطريق يعني الموصل للأخرة هو الشريعة والطريقة والحقيقة.

3.   من ارد الدر فليركب السفينة ثمّ يغوص في البحر ثمّ يحصلّ الدر, هذا ثمرة من الدر شبه الشريعة بالسفينة والطريقة بالبحر والحقيقة بالدر, اذن كل من يعملون هذه المشابهة بالسهولة. لأنهم يصوّرون عن الثلاثة بالإتصاف وهي مرتبة ومتلازمة بالترتيب لمن يبلغ ويحصل الدر الغلا. واذا نظرنا في هذا البيت نلاحظ أنّ الشاعر استخدم المجاز بلفظ رام الدر للسّفينة وذلك من غير ما وضع له, لأن اراد الدر من مستعار له و يركب السفينة ويغوص في البحر مستعارا منه ورام درّا مستعار.

4.   هذان بيتان مأخودان من قول حاتم الأصم وذلك انه لمّا قال له الإمام احمد بن حنبل با أبا عبد الرحمن ماالسلامة من الدنيا ؟ قال لا تسلم من الدنيا حتى يكون اربع حصال. يعني من يريد لسلامة الدنيا من افاتها وشرور اهلها حصال اربع, الأولى غفر لجهل القوم اي تتجاوزك عمّا يقع منهم في حقّك من الإيذائ الناشئ والثانية منعك ان تجهل على القوم اي ان تقع في عرض احد منهم بأن تؤذيه والقالقة ان تكون لا ترج عطاء الناس والرابعة ان تكون باذلا لهم عطأك, فقد يجب عليك ايها السالك الراغب فيما يوصلك الى رضى الله ورسوله ان تتعلّم علما يصحّح طاعتك وعبادتك من وضوء وصوم وزكاة وغير ذلك.

5.   اي معظّم اركانه التصوّف الأذاب هي من ذكر الشاعر قد يعين التصوف بالأذاب فقط لأنّ الصوفية اكثر الناس حظّا من المحافظة على سنن النبيّ وآدابه والتخلق بأخلاقه ظاهرا وباطنا ونالو بذلك المرتب العلية والمقامة السنية رأوها الركن الأعظم للتصوف فأطلقوا التصوف عليها على حدّ قول النبي الحج عرفة اي معظم اركانه الوقوف بعرفة كما قال الشاعر بإتباع الحديث الشيخ النواوي الجاوي نقل عن الشيخ السهروردي في عوارف المعارف والأذب تهديب الظاهر والباطن فإذا تهدب ظاهر العبد وباطنه صار صوفيا أديبا ولا يتكامل مكارم الأخلاق من مجموعها تحسين الخلق. 

6.   وقد استعار الشاعر لطريق كل مشايخ بكتاب ربي وسنة الرسول الله فإنّ طرق المشايخ من السادات المقرّبين والأولياء المعتبرين قد قيّدة بكتاب ربّي اي القرأن العظيم والحديث الشريف الخارج من بين شفتى النبي اللطيف. هذه البيت ماخودة من قول سيد الصوفية علما وعملا ابي القاسم مذهبنا هذا بأصول الكتاب والسنة وقال ايضا من لم يحفظ القرأن ولم يكتب الحديث لا يقتدي في هذا الأمر.

7.   اي طالع الكتاب المسمّى برياض الصالحين واحكمن ما فيه اي اتقنه واعمل به تظفر بالسعادة. اعلم امرنا الشاعر بطلب الكتاب رياض الصالحين في الحديث النواوي للشيخ الإمام محي الدين زكاريا يحي النواوي لأنه لا بدّ ان تكون بالسعادة والنجاحة وقد جمع الإمام الأحاديث المشتملة عن السنن والأداب وزاد السيد ابي بكر المعروف وعلى من يريد طريق الأخرة وعلى آداب السالكين من الزهد والرياضة النفوس وتهديب الأخلاق بتطهير القلوب وصيانة الجوارح وغاية امر الناظم بمطالعته واحكم بما تضمنه والعمل به ورتّب على ذلك لينال السعادة في الدارين.

8.   وقد استعار الله اي عنده اليد والرجل وهذه مشكلات لكن هو مأخود من قول النبي فيما يرويه عن الله تعالى اي من حديث القدسي ما تقرب الى عبد بشيئ احبا اليّ ممّا افترضت عليه ولا يزال عندي يتقرب اليّبالنوافل حتّى احبّه فإذا احبته كنت سمعه...الخ واختلفو في تفسير ان الله تعالى يكون هذه الأعضاء ففسّره الناظم تبعا لببعضهم يقوله مثل...الخ اي يكون مثل هذه الأعضاء في كون النجاح المطالب بها فالله يكون للعبد المشتغل بالنوافل مسارعا في قضاء حوائجه واجابة دعائه.

9.   هذا الشعر يدل بأن من كثرت عياله لا يجوز تركه عن مكسب, وليست التوكل من الذي لم يعمل من ترك عياله ولكن التوكل اذ تكون مجردا فليترك من عمل لايضر غيره, ولكن عندك العيال فلوجب عليك ان يعامل لعياله ومن حال كونك متوكلا من شأن رزقهم بأن يدحل البوادي ويتركهم او يقعد عن الإهتمامهم بأمرهم لأنه يقضى الى هلاكهم فيكون مؤخدا بهم فلا يمكن له حينئذ الا توكل المكتسب كتوكل سيدنا ابو بكر مع خروجه للمكتسب.

10.         وقد استعار الناظم بلفظ الإبل والناس عند الباحث هو من استعار التصريحية من مستعار ايمان مرء كما في الجدول الثاني يعني انّ ايمان مرء لا يكون كاملا حتّي يعتقد ان مشاهدة الناس والإبل لغمله على حدّ سواء, وهذ البيت مأخود من قول النبي لا يكمل ايمان مرء حتّى يكون الناس عنده كالأباعر اي مشاهدة عمل لا فرق بينها.

11.         وقد استعار العمل لأجل الناس بالشرك لأن العمل قد رأيت بالعين وهو من الصورة واختلاف الشرك هو من صفة القلب, يعني ان العمل لأجل الناس شرك وتركه لأجله هو الرياء لأنّ فيه التفاتا الى الخلق ويجره الى البطالة وترك الخيرات وهذا مأخود من قول الشيخ الفضيل ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك والإحلاص ان يعافيك الله منهما. وكذلك السيد عمر بن الخطاب يقول انّي لأكره ان ارى احدكم سبهللا في عمل الدنيا ولا في عمل الأخرة.

12.         وقد استعار الباحث منزلتين لكن قد بفرق مهنهما لأن صبهما الله والناس, يعني لاتطلب عند الله المهيمن منزلة اي درجة رفيعة ان كنت تطلب ان تكون لك منزلة عند النا, لأنّ الله الشاهد الذي شهد على كل نفس بما كسبت او العالم الذي لا يغيب عن علمه شيئ كذا ذكره الشنواني وقوله منزلة بسوكون الهاء اي مرتبة. واعلم انه لا يمكن للإنسان ان لا يحب المنزلة في قلوب الناس مادم يطمع فيهم ولا ينقطع طمعه عنهم الّا بالقناعة ولا يتمّ ترك الجاه الا بها.

13.         يعني الأولى عند فسد الزمان بكثرة المعاصي وخوفه من فتن تعود على الدين الإعتزال عن الناس وقد وصف النبيّ زمان العزلة بقوله اذا رايتم الناس مرجت عهودهم اي ذهب الوفاء بها وخفت امانتهم , وقد ذكر الإمام النواوي الجاوي فوائد العزلة نقلا عن قول الغزالي هي ست ألولى التفرغ للعبادة والفكر والإشتثناس بمناجة الله تعالى والإستغال بستكشاف اسرار الله في امر الدنيا والأخرة وملكوت السموات والأرض والثانية التخلص من المعاصي التي تنشاء عن المخالطة غالبا والثالثة الخلاصة الفتن والحصومات وصيانة الدين والرابعة الخلاص من شرّ الناس وايذائهم والخامسة انقطاع طمع الناس عن المعتزل وانقطاع طمعهم عنهم والسادسة الخلاص من مشهدة الثقلاء والحمقي.

14.         اي اذا قمت الى الصلاة فلا تنسى انّ الله تعالى ناظر قلبك ومطلع عليك وانه حاضر مشاهدة لك وقوله فأيجلا اي خف من الله اي يرى قلبك غافلا في صلاتك فإنه بئس الصنع وجد في اخضار قلبك في الصلاة جدا مرقيا مرقيا الى اعلى نهايته لتنال فضائل كثيرة لأنّ حضور القلب واستغراق الأعضاء مع الله تعالى مع الله تعالى.

15.         وقد استعار وجه اقلب بالنور اي اذا حصل في القلب نار الذكر ونوره يضيئ وجه القلب الجلى الحاصل من تأثير نار الذكر ويصير مذموم الطبائع اي المذموم من الطبائع اي اوصاف الطبيعة زائلا عن النفس واذا زالت من قلبك الأوصاف الذميمة ويشمل بالأوصاف الحميدة زدت نور على نور وصرت اهلا للمشاهدة التي هي نعمة عظيمة عليك فصرت متأهلا لهذه النعمة بمواظفبتك على الذكر. ولذلك قال القوم ان من الأداب المؤكدة للذكر عدم شربالماء عقب التهليل او اثناء لأنّ الذكر تجلب الأنوار والتجليات والورادات لأنّ شرب الماء تظهر تلك الحررة.

16.         ودواء قلب اي اسباب صلاحه الذي اذا وجد وجد صلاح سائر الأعضاء كما اخبار بذلك النبي خمسة اشياء اوّلها تلاوة القرأن وثانيها احلاء البطن وثالثها قيام اليل ورابعها التضرع وقت الحر وخامسها مجالسة الصالحين كل من جملة ادوية القلب.

17.         وقد استعار عمل بلا ذكر المنيّة باللفظ ضرب معاولا, واعلم انّ ذكر الموت مستحب ومرغبة فيه وله منافع وفوائد حليلة قصر الأكل والزهد في الدنيا والقناعة منها باليسير والرغبة في الأخرة والتردد لها بالأعمال الصالحة, هذا البيت مأخود من قول الشيخ عمر بن عبد الرحمن العمل مع التحقق بحقيقة ذكر الموت كضرب بالمعوّل في تأثير والعمل مع الغفلة عن ذكر الموت كالضرب المغطيل العظيم.   

18.         يعني من يسلك في طريق لأجل التعلم سهل الله له طريقا الى الجنان, وهذا البيت مقتبس من قول النبي من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة اي في الدنيا بأن يوافقه للعمل الصالح وفي الأخرة بأن يسلك به طريقا لا صعوبة فيه حتّى يدخل الجنّة سالما, وسبب ذلك لأنّ العلم يحصل بتعب وحزن.

19.         يعني انّ لعالم الأخري علامات تميز عن غيره من عالم السوء الأولى ان يطلب الدنيا بعلم المسائل التي تعلمها ولعدم الدنيا بعلمها آيات اي دلائل كثيرة منها ان يدرك حقارة الدنيا وخستها وكدرتها وانصرامها ومنها ان يدرك عظم الأخرة ودوامها وصفاء نعيمها وجلالة ملكها ومنها ان يعلم انهما متضادتان وانهما كالغرّتين مهما ارضيت احدهما اسقطت الأخرى وانهما ككفتى الميزان مهما رجحت احدهما خفّت الأخرى.

20.         يعني انّ تعليم العلم للمسلمين بنية صالحة هو خير عبادة الله تعالى اي افضلها, المقصود في هذا البيت تعليم العلم النافع الذي يتكوّن من اخلاق الحميدة’ كما قال النبي ما أفاد المسلم أخاه فائدة افضل من حديث حسن بلغه فبلغه. تعليم العلم لله اي تعليم الخلافة والوراثة الله هم النبي والصحابة والعلماء الذين يتعقدوا من الشكذ الى اليقين عن الله عزّ وجل.

21.         في هذا البيت وجد الباحث في استعار لفظ ركعتان بالكنز, والمعنى انّ ركعتين من صلاتك في الليل كنز من كنوز البرّ في دار الخلد اي الجنّة فاستكثر حينئذ من هذه الكنوز لفاقة اي حاجة تأتي عليك يوم القيامة لأنّ فيها لا نسيب ولا ذي ولاء ينفعك هناك, وقد ورد في فضل صلاة الليل احاديث كثيرة منها قوله النبي افضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل اي اذا استيقض من النوم في ليلة فصل صلاة النافلة ولو ركعة لكن افضلها النافلة التهجد لأنّه قد وجب للنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم.

22.         اي العارفون بربهم افضل من الفقهاء والأصوليين جميعا, وكيف لا ؟ وهم اهل الإشراق وهذا دليل على العارف خير من غيره فكأنه الناظم قد قال وانما كان كذلك لأن ركعة من عارف افضل من الف ركعة من العالم غير عارف وذلك لأنّ ما ينشاء من الثاتي بسبب المعرفة التي ينشاء عنها افضل الأعمال. العارفون هم قد يشتغلون عن الله تعالى وقد يشهدون الله عند راء كلّ شيئ واختلاف العالم.

23.         يعني واذا كان الأمر كما ذكر فليكثر العبد من الأسباب الموصلة للمشاهدة المذكورة وهي التلاوة والذكر بالكلمة الطيبة هي كلمة لااله الّا الله من غير تخلل فتور ولا قصور ختى في طريق الوضوء وسلمة الأكل والتبتل مع ذلك الى الله تعالى فقطع علائق الدنيا بالكلية وتفريغ قلبه عنها والله آنيس للمنقطعين في خدمته ومشاهدته المقبلين عليه المعرضين عن مسامرة غيره, وان قرأ هذا الكتاب وجب ان يعملها كتلاوة القرأن كلّ يوم جزء على القليل.   

ج. الخلاصة في هذه الصوّر من المجاز كالآتية :

د. النتيجة في هذه الصوّر من المجاز





المبحث الثالث: الكناية في نظم هداية الأذكياء

أ. هذا جدول الكناية في نظم هداية الأذكياء :

الرقم
الكناية
الأمثلة
المراد
1
نسبة
شريعة اخد بدين الخالق
امتثال للمأمورات واجتناب المنهيات
2
موصوف
يسلك طريق الأولبياء
من طلب أن يدخل صفة الأولياء
3
صفة
واترك من الأزواج
واترك ايها المريد المرأة لم تساعدك في طاعة الله
4
نسبة
وتعلّمن علما يصحح طاعة
علم الفقه من وضوء وزكاة وحج ومعاملة
5
صفة
والسمع منه ثمّ عينا باصرة
اذا قرّب عبد فالله سمعه وبصره
6
صفة
رياء محبطا لعبادة
مبطلا ثوابها
7
نسبة
الجنان الفاخرة
ريح الجنان الطيب لمن قصد بالعلم لله فيسقط الله في درك نار نازلا
8
موصوف
ملك دارين اعتلا
ملك الدنيا والأخرة
9
صفة
لاتجلبن نوما ونائما
لاتكون نوما ونائما الّا بذكر الله تعالى
10
نسبة
حفظ الأنفاس بالله
مراعتها بحيث لا يصرفها من حروجها ودخولها لله
11
موصوف
اكثر بتلاوة وذكرا بطيب الكلمة
كل يوم لا بدّ ان تكون بتلاوة وذكرا بطيب الكلمة
12
نسبة
من غير فعل شريعة
لن يحصل لمن يريد الحقيقة بلا شريعة
13
صفة
تزببن تظاهره
بالشريعة مثل صلاة الخمس ونحوه
15
موصوف
واجهد في صلاتك تنال فضائل
اذا حضور قلبك في صلاتك وجب ثوابها وفضائلها
16
صفة
ازالة الريخ الكريهة والوسخ
من الأخلاق المذمومة التي لم يوصل الى الخالق
17
موصوف
من يعلم علم نافع
كل علم فيه تخويق وتحدير الذي وجده في القرأن والحديث
18






 ب. شرح المعاني في هذه الصوّر من الكناية كما يلي وقد يشرح لترتيب الرقم في الجدول لا في شعر الناظم :

1.   انّ الشريعة أخده واتباع لدين الخالق اي الدين الإسلام هو الدين الذي حمل سيدنا محمد بن عبد الله ليستمر ويصحح القادم وهو من اغلبية الدين في العالم الأن والدين في وجه الله كما قال الله في القرأن العظيم "إنّ الدين عند الله الإسلام" اذن من مفهوم المخالفة سوي الإسلام ليس من وجه الله ومن الرؤس الإسلام هو امتثاله المأمورات واجتنابه المنهيات, وقد قال الشيخ على بن الهيني فالشريعة وجود أفعال الله والقيام بشروط العلم بواسطة الرسل محمد صل الله عليه وسلم.

2.   يعني من طالب ان يدخل في طريق الأولياء فليعمل بهذه الوصايا التسع التوبة ويعملها بالندم وعدم رجوعها والقناعة بما قسم الله عليه والزهد اي ترك كل ما لايظهر حلاله وتعلم العلم الشرعيّ من علم الفقه وعلم التصوف والمحافظة على السنن اي حبّ النبي ومن يحبه النبي من اله ةاصحابه ومن تبعهم الى يوم الدين والتوكل بكل ما يقضي الله عليه والإخلاص وهو الرضى في القلب بلحمد والعزلة هي التخلي عن الناس لفسد الزمان وحفظ الأوقات اي اين تنفعك وتضرك واختار بينفعك. وذلك فمن حفظهم وعمل بهم لابد ان يفتح على قلبه الفهم ويشرح صدره بنور العلم فينكشف له ما يحصل الترقي ويدوم به التقوى الى الله ان شاء.

3.   وختر عزوبا فاضلا, اي ترك النكاح. وقد اشار ابو سليمان اليه بقوله ما شغلك عن الله تعالى من أهل ومال وولد فهو عليك مشئوم ولذلك لأنّ كل ما يسغلك عن الله يجب ان تزهد فيه والمرأة التي لم تساعد على طاعة الله من جملة الشواغل فيجب ان تزهد فيها اي واختار ترك النكاح. وقد يفهم الباحث أن المرأة اذا تدعو الى طاعة الله فلا بطلب تركها ولكن اذا شغلت اليك فتركها واختار عزوبا لأنّ ذلك من جملة النجاحين, والمراد بالعزوب كما قال الإمام الشافعي هو التخلي بالنوافل افضل. لأنّ النكاح من المباحات لا من العبادات.

4.   تعلمن ايها الطالب لرضى الله تعالى علما يصحح طاعة الله مثل وضوء وصوم وزكاة وغير ذلك, بأن تتعلم ظواهر احكامها دون الوقائع النادرة. كل ذلك بغيلر علم اذا يعمل مردود وباطل كما شرح ابن رسلان بالشعر: وكل من بغير علم يعمل * أعماله مردودة لا يقبل. وقد يجب ايضا علبك ايها الطالب الراغب فيما يوصلك الى رضى الله ورسوله ان تتعلّم علما يصحّح الإعتقدتك بأن يكون على وفق اهل السنة والجماعة وذلك للإجتناب عن الإعتقادات الفاسدات كالجبرية والمعتزلة والمجسية لأنّ الإعتقادهم مردودة.

5.   والمعنى انّ الطريقة والحقيقة كلاهما متوقف على الشريعة فلا يستقيمان ولا يحصلان الّا بها, فالعبد اذا يريد ان يكون وليّا لا بدّ له ليفعل العبادة المفروضة المكتوب في القرأن والحديث. لا تتبع قدوة التي فيها كرامات كثيرات مثل يمشى على البحر, ويطور كالطير, وطير الوقت وغير ذلك, ولكن تتظر القادم كيف صلاته ؟ وصومه ؟ وزكاته؟ الا تعلم لأنّ من لم يعمل بالشريعة باطل. ولكن عند النّاس هو يوصل الى الحقيقة وسقطت عنه الشريعة فهو ضالّ مضلّ. الا الأنبياء والأولياء هم لا يسقطون الى العبادة وكل من اراد ان يوصل الى المنزلة العالية وجب ان يعمل بالشريعة القادم ثمّ الطريقة ثمّ الحقيقة.

6.   يعنى اذا كانت الطريقة والحقيقة متفقين على الشريعة وجب غلى العبد أن تزيين ظاهره بالشريعة لينور قلبه وتزول عنه ظلمة المعاصى المقصود بتزيين ظهره عند الباحث إذا علت درجته عند الله مازال العبد أن يحرص الحبل من الله والحبل من النّاس, وقد مثل الباحث بحبل من الله اذا صلى العبد فيجب ان يعمل بالثوب الحلال والمسكان الطاهر والبدن الطيب ذلك من حبل الله وقد اختلاف حبل من النّاس وهو بصفة محمودة اذا شارك بغيره وتعاون على البرّ والتقوى ويوصل الرحم. كلهم لا بدّ ان يعمل العبد يسلك طريق الأولياء اذا اراد اسعد النّاس في الدارئين.  

7.   اي لا تجعل عرضك مهتهنا لأبتاء الدنيا حال كونك طامعا في مالهم او منزلتهم وحال كونك خاضعا لهم, ولابدّ ممّا ينبغي للإنسان ان يصون نفسه عن التذلل للخلق طمعا فيما عندهم امّا بالتوكل. اذ المتوكل قد قطع النظر عمّا عندهم فلا يكون له طمع ونظر الّا الى الله تعالى وامّا بالتسبب فإنه قد صان نفسه بواسطة كسبه عن منن المخلوقين وقد نبّه الناظم عن ذالك بشعره "لا تبذلان ...الخ" ومن اهمّ النتيجة الذي شرح الناظم لا تصنع عرضك متبذلا حال كونك طامعا اي يرج اعطاء من الناس.

8.   وقد حصّ الناظم الرياء بالذكر لأنه اقوى الأسباب المشوشة للإخلاص. لمّا امر الناظم بالإخلاص نبّه عن التحدير من ضدهوهو الرياء لأنه من اعظم المهلكات, فقد قال الناظم "واحدر رياء...الخ" يعني اجتنب رياء محيطا لعبادتك اي محبطا ثوابها وانظر الى نظر الله العاليم باسرارك حال بروز العبادة منك متكملا اي تصير من الكاملين العارفين هم الذي يتوجّه الى الله تعالى بكلّيته ويكتفي بنظر الى الله تعالى عن نظر من سواه لأن الله اقرب الى العبد من حبل الوريد.

9.   يعني اجتهد وابذل الوسع في صلاتك اجتهادا بليغا لأجل ان تحضر قلبك فيها تنال بذلك فضائل ان يستطع بخضور قلبك يوصل الى الله وهو كونك مكملن لصلاتك بإتيان الاركانه والشروط والأبعاض والهيئات, وقد قال تعالى في صورة المؤمنون: قد افلح المؤمنون ... الأية.

10.                     ومن جملة الشيم الحميدة ملازمته لإزلة الربح الكريهة والوسخ من جسده ولباسه وازلة الملابس المكروهة فتكملن بإزلة ما ذكر وهو كالتأكيد لما قبله اذا يعلم من كون الإزلة المذكورة من الشيم الحميدة ان الكمل يحصل بها وينبغي للمعلم ان يتخلق بالمحاسن التى ورد الشرع بها والحصال الحميدة والشيم المرضية.

11.                     يعني ان تعلم باب من العلم اي نوع منه افضل من مائة ركعة نافلة وهذا مقتبس من قول النبي تغدّوا فتتعلم بابا من العلم خير لك ان تصلي مائة ركعة فيما يرويه ابن عبد البر وعن الشافعي طلب العلم افضل من صلاة النافلة اي طلب العلم النافع اكثر ثوابا من صلاة النافلة, وذلك لأنّ نفعه متعدّ للغير وصحّة العبادة نتوقف على العلم.

12.                     يعني انّ من قصد بالعلم غير الله تعالى يحرمه الله تعالى عرف الجنان الفاخرة اي ريح الجنان الطيبة ويسقطه في درك نار نازلا, والأول مقتبس من قول النبي من تعلم علما ممّا ينبغي به وجه الله لا تعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة والعرض متاع الدنيا والعرف بفتح العين واسكان الراء الريح الطيبة. والثاني مقتبس من قوله ايضا من طلب العلم ليجاري به العلماء اي يجر في المناظرة والجدل ليظهره علمه للناس رياء وسمعة او ليماري به السفهاء اي يحججهم ويجدلهم او يعرف به وجوه الناس اليه اي يصرف به وجوه العوام اليه بنية تحصيل المال والجاه ادخل الله في النار.

13.                     اي قد عصى من طلب علما غافلا عن نية صحيحة بأن طلبه من غير طلب رضا الله وثواب الأخرة, وذلك كأن يطلب العلم لاكتسب به مالا او او ينال به عند الخالق مرتبة او يستفيد به بين عشيرته واقاربه عزّا واحتراما او ليدفع عن نفسه تكبر الأقران او اذى الجيران ومن كان كذلك يصير معرضا لسخط الله ومنخرطا في سلك اعلماء السوء.

14.                     يعني اذا رايتم متعلما يرغب الشهوات احدها كونه متكلبا على تحصيل الدنيا اي شديد الحرص على ذلك من غير منهاج مباح اي طريق شرعيّ وحال كونه فائلا اي ضعيف الرأي ومنخطئة كما في شرح النواوي , والحاصل اذا وجد عند المتعلم واحدا من هذه العلامة فهو امارة على ان قصده بتعليمه غير وجه الله.

15.                     اي لا يجوز للمعلم ان يعلم ذلك المرء لأنه يصير معينا له على المعصية وهو كبائع سلاح لقاطع الطريق فيشترك في الإثم الا اذا علمه علما نافعا يداوي به داء قلبه فيجوز تعليمه ومحل عدم جواز تعليم المعلم غير العلم الذي يداوي القلب اذا كان عالما بقصد ذلك المرء والّا جاز لكونه معذورا بجهل حاله, واعلم ان المعلم من فسدت نيته كبائع السيف على قاطع الطريق فكأن العلم يصلح لأن يتقرب به الى الله تعالى فالسيف يصلح للحرب لا في إيذاء المسلمين وكذلك العلم.

16.                     يعني ان اردت ملك الدارئين وعزّهما فتعلم لله تعالى لا لغيره من مصالح الدنيا علما ينفعك في الأخرة وهو الذي يعرفك حقارة الدنيا واهلها ويدعوك من الدنيا الى الأخرة وذلك لأنّ العالم العامل المعرّض عن الدنيا واهلها ملك الدنيا والأخرة يتحكم على ملوك الدنيا كما قال الإمام الشافعي من ارد الدنيا فعليه بالعلم ومن ارد الأخرة فعليه بالعلم ومن اردهما فعليه بالعلم لأنه مفتاح ان يريد الدارين.

17.                     اي لا تطلب النوم فلا تنم ما لم يغلبك النوم الّا اذا قصدت به على الإستعانة على القيام في الآخر الليل ولا تتنعّم ببسط الفراش الناعمة ولا تنم ال       ا على ذكر وطهر زلا تتحيل في حصول النوم وتتكلف بأن تتنعم بتمهيد الفراش الناعمة بل اترك ذلك ونم اذا غلبك النوم ناويا به العون على العبادة والإيفاء لحقّ النفس تائبا من كل ذنب مستغفرا سليم القلب عازما على الخير لجميع المسلمين ولا تكم نائما الّا على ذكر اي لله تعالى.

18.                     يعني قد اجمع معظم العارفين بالله تعالى على ان افضل الطاعات لله تعالى حفظ الأنفاس وهو مراعيتها بحيث لا يصرفها الّا في طاعة الله بأن يخلو نفس من الأنفاس عن ذكر الله تعالى بأن يكون دخولها وخروجها بقول الله تعالى, ولا فرق بين ان يكون بحضرة للملا اي الجماعة او في الخلا اي الإنفراد فإنه مفتاح الغيب وجار الخير. ولا بد لمن يريد مشاهدة الله ان يعمل هذه الوصية السابقة.

ج. الخلاصة في هذه الصوّر من الكناية كالآتية :

د. النتيجة في هذه الصوّر من الكناية





قائمة المراجع

المراجع في اللغة العربية

ادريس, مارجوكو. 2007. علم البلاغة بين البيان والبديع :جوغجاكرتا: تراس.

ارشاد, ازهار.2004. الطريقة وتعليمها :جوغجاكرتا: فوستاكا فلاجار.

الأنصاري, زكريا. ۲٠٠٩. أقصى الأماني في علم البيان والبديع والمعاني :المكتبة الشاملة

البحري, زيد بن مسفر. شرح الفية ابن مالك الدرس السابع عشر. جميع الحقوق محفوظه

البحيري, اسامة. ۲٠٠٦.  تيسير البلاغة. المكتبة العلم

الجاوي, محمد نووي. سلالم الفضلاء شرح على منظومة هداية الأذكياء الى طرق الأولياء.كاديري: من المعهد الإسلامى السلا في

الحامد, عبد الله  بن حامد. ۲٠٠۲. سلسلة تعليم اللغة العربية المستوى الرابع البلاغة و النقد المكتبة العربية السعودية

الدمياطى, السيد أبي بكر المعروف بالسيد بكر المكى ابن سيد مخمد شطا. شرح كفاية الأتقياء و منهاج الأصفياء على منظومة هداية الأتقياء. من المعهد الإسلامى السلافى

السيوطي, جلال الدين بن عبد الرحمن. تقريرات عقود الجمان في العلم المعاني و البيان. كديري: مدرسة هداية المبتدئين

العتيق, عبد العزيز. 1985. في بلاغة العربية قي علم البيان. بيروت: در نهضة العربية

العسكرى, أبو هلال. 1996.  البلاغة العربية في ثوبها الجديد. بيرت: دار العلم 

الغلييني, مصطفى. جامع الدروس بللغة العربية. ليبنان: در الفكر الإسلامية: بيروت

الضّناوي, محمد أمين. 1999. المعجم الميسر في القواعد البلاغة والإنشاء والعروض. بيروت لبانان: دار الكتب العلمية

الفاداني, محمد ياسين بن عيسى. ۲٠٠٧. حسن الصياغة شرح دروس البلاغة. معهد العلوم الشرعية السارنغى: البركة

القزويني, الخطيب. ۲٠٠۳. الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع. بيروت ـ لبنان: در الكتب العلمية

الكاظم, احمد سلمان. 134. نُخْبَةُ التِبْيَانِ فِي عِلْمِ البَيَانِ. كلية الآداب / جامعة واسط

المليباري, زين الدين بن على المعبري. 2013. نظم هذاية الأذكياء. تامباء براس جومبانج: فوستاكا المحبين

المنياوى, مخلوف بن محمد البدوى. حاشية رسالة الموسومة بالجوهر المكنون في العلم المعاني والبيان والبديع. سورابيا: مكتبة الهداية

الهاشمي, احمد. جواهر البلاغة في المعاني و البيان والبديع. المكتبة العصرية: ةصيداـ بيروت

القزويني, الخطيب . التلحيث في علوم البلاغة

حميد, عبد القدير. ترجمة جواهر المكنون في العلم البلاغة. سورابيا: الهداية

دمنهوري, أحمد. حلية اللب المصون شرح الرسالة الموصومة بالجوهر المكنون. سورابيا: مكتبة الهداية

عباس,فضل حسن. 1987.  البلاغة فنونها و افنانها. الاردان: دار الفرقان للنشر و التوزيع

قاسم, محمد احمد و ذيب, محي الدين. 2003. علوم البلاغة البدبع والبيان والمعاني. طرابلس لبانان: المؤسسة الحديثة للكتاب

منوّر, احمد ورصان. 1997.  قاموس المنوّر عرب- إندونسيا جوغجاكرتا :فوستاكا فروغرسيف

هادي, نور. 2011. التعليم مهارات اللغوية لغير ناطقين بها. مالانج: مطابعة جامعة مولانا مالك إبراهيم الأسلامية الحكومية.



المراجع في اللغة الإندونيسية

Arikunto, Suharismi. 2002. Prosedur Penelitian.  Jakarta: Bulan Bintang.

Arikunto, Suharsimi. 2006. Prosedur Penelitian Suatu Pendekatan Praktik. Jakarta : PT. RinekaCipta.

Mardalis. 1996. Metode Penelitian, Suatu Pendekatan Proposal. Jakarta : BinaAksara.

Nasir, Moh. 1999. Metode penilitian.  Jakarta: Ghalia Indonesia.

Setiadi, Bambang. 2006. Metode Penelitian Untuk Pengajaran Bahasa Asing. Yogyakarta : Graha Ilmu.

Suryabrata, Sumadi. 2002. Metode Penelitian. Jakarta : Raja Grafindo Persada.

Zed, Mestika. 2004. Metode Penelitian Kepustakaan. Jakarta: Yayasan Obor.



[1]. مصطفى الغلييني, جامع الدروس بللغة العربية (در الفكر الإسلامية: بيروت ـ ليبنان), ص. ٧
[2]ازهار ارشاد, الطريقة وتعليمها (جوغجاكرتا: فوستاكا: 2004) , ص 7
[3]نورهادي ،2011 ،التعليم مهارات اللغوية لغير ناطقين بها ،مطابعة جامعة مولانا مالك إبراهيم الأسلامية الحكومية، مالانج،  ص: 1
[4]عبدالله  بن حامد الحامد, سلسلة تعليم اللغة العربية المستوى الرابع البلاغة و النقد (المكتبة العربية السعودية: ۲٠٠۲), ص. ۱٩-۲٠
[5]اسامة البحيري. تيسير البلاغة( المكتبة العلم ۲٠٠٦), ص. ۳٦
[6]زين الدين بن على المعبري المليباري, نظم هذاية الأذكياء (تامباء براس جومبانج :فوستاكا المحبين: 2013), ص. 23
[7] محمد غنيمي هلال, النقد الأدبي الحديث. (الناشر نهضية مصر الطبيعة: 2005), ص 48-61
[8] محمد ياسين بن عيسى الفاداني, حسن الصياغة شرح دروس البلاغة,ص .٨٦
[9] نفس المرجع ,ص .86-87
[10]نفس المرجع ,ص .97

[12]السيد أبي بكر المعروف بالسيد بكر المكى ابن سيد مخمد شطا الدمياطى, شرح كفاية الأتقياء و منهاج الأصفياء على منظومة هداية الأتقياء (من المعهد الإسلامى السلافى), ص. ٤
[13] محمد نووي الجاوي, سلالم الفضلاء شرح على منظومة هداية الأذكياء الى طرق الأولياء(كاديري :من المعهد الإسلامى السلافي), ص. 4
[14] محمد ياسين بن عيسى الفاداني, حسن الصياغة شرح دروس البلاغة (البركة: معهد العلوم الشرعية السارنغى,۲٠٠٧), ص. 86
[15] زكريا الأنصاري, أقصى الأماني في علم البيان والبديع والمعاني (۲٠٠٩:المكتبة الشاملة), ص. 27
[16].مارجوكو ادريس, علم البلاغة بين البيان والبديع , (جوغجاكرتا: تراس: 2007) ص, 1
[17]عبد القدير حميد, ترجمة جواهر المكنون في العلم البلاغة (سورابيا: الهداية), ص. ١٤٦
[18]محمد دخيلالله الصحافي, المقرر علم البيان (البدرية الكتروني) ص ۲
[19]مخلوف بن محمد البدوى المنياوى, حاشية رسالة الموسومة بالجوهر المكنون في العلم المعاني والبيان والبديع (سورابيا: مكتبة الهداية), ص. 132
[20] محمد أمين الضّناوي. المعجم الميسر في القواعد البلاغة والإنشاء والعروض. (دار الكتب العلمية, بيروت لبانان:1999) ص, 230
[21]زيد بن مسفر البحري, شرح الفية ابن مالك الدرس السابع عشر (جميع الحقوق محفوظه) , ص. ٤
[22] انظر : حفني ناصف و سلطان محمد و محمد دياب و مصطفى طمّوم, دروس البلاغة, (كويت:مكتبة اهل الأش:2004), ص .
[23] احمد ورصان منوّر, قاموس المنوّر عرب- إندونسيا (جوغجاكرتا:فوستاكا فروغرسيف, 1997  (, ص. 692
[24] نفس المرجع, ص.  ٨٧-٨٦
[25] أحمد دمنهوري, حلية اللب المصون شرح الرسالة الموصومة بالجوهر المكنون (سورابيا: مكتبة الهداية), ص. 135
[26] انظر: عبد القدير حميد, ترجمة جواهر المكنون في العلم البلاغة للإمام الأحضاري (سورابيا: الهداية), ص. 51-52
[27] سورة النباء: 10
[28] أنظر: عبد الرحمن الأخضري, الجواهر المكنون في المعاني والبيان والبديع (تمباء براس جومبانج: فوستاكا المحبين: 2014) الجزء 2, ص. 8
[29] محمد ياسين بن عيسى الفاداني, حسن الصياغة شرح دروس البلاغة, ص. 93
[30] أحمد دمنهوري, حلية اللب المصون شرح الرسالة الموصومة بالجوهر المكنون (سورابيا: مكتبة الهداية), ص. 140
[31] محمد ياسين بن عيسى الفاداني, حسن الصياغة شرح دروس البلاغة, ص. 96
[32] عبّر اللفظ دون الكلمة ليشمل التعريف المجالز المفرد والمجاز المركب
[33] محمد احمد قاسم و محي الدين ذيب, علوم البلاغة البدبع والبيان والمعاني(المؤسسة الحديثة للكتاب: طرابلس لبانان:2003), ص.191
[34] احمد سلمان الكاظم, نُخْبَةُ التِبْيَانِ فِي عِلْمِ البَيَانِ(كلية الآداب / جامعة واسط:1340), ص . 38
[35] السيّد احمد الهاشمي, جواهر البلاغة في المعاني و البيان والبديع (المكتبة العصرية:ةصيداـ بيروت), ص . 258
[36] عبدالله  بن الحامد, سلسلة تعليم اللغة العربية المستوى الرابع البلاغة و النقد (المكتبة العربية السعودية: ۲٠٠۲), ص. 140
[37] انظر: حفني ناصف و سلطان محمد و محمد دياب و مصطفى طمّوم, دروس البلاغة, (كويت:مكتبة اهل الأش:2004), ص . 107
[38] عبدالله  بن الحامد, سلسلة تعليم اللغة العربية المستوى الرابع البلاغة و النقد (المكتبة العربية السعودية: ۲٠٠۲), ص. 140
[39] محمد ياسين بن عيسى الفاداني, حسن الصياغة شرح دروس البلاغة , ص . 110
[40] أحمد دمنهوري, حلية اللب المصون شرح الرسالة الموصومة بالجوهر المكنون (سورابيا: مكتبة الهداية), ص161
[41] محمد نووي, سلالم الفضلاء شرح على منظومة هداية الأذكياء الى طرق الأولياء(كاديري :من المعهد الإسلامى السلافي), ص 4
[42] السيد أبي بكر المعروف بالسيد بكر المكى ابن سيد مخمد شطا الدمياطى, شرح كفاية الأتقياء و منهاج الأصفياء على منظومة هداية الأتقياء (من المعهد الإسلامى السلافى), ص 3-4
[43] مترجم من:
Sugiyono, Metode Penelitian Pendidikan pendekatan kuantitatif, kualitatif, dan R&D, (Bandung: Alfabeta, 2012). Hal.6
[44]  T. Fatimah Djajasudarma, Metode Linguistik: Ancangan Metode Penelitian dan kajian, (Bandung : Refika Aditama, 2010), h. 4.                                                                                                   
[45] Ridwan, Metode dan Teknik Menyusun Tesis, (Bandung: Alfabeta, 2004) Hal. 49
[46] Moh. Nasir, Metode penilitian ، (Jakarta: Ghalia Indonesia, 1999) , 55
[47] Suharismi Arikunto, Prosedur Penelitian, (Jakarta: Bulan Bintang, 2002), 10
[48] Moh. Nasir, Metode penilitian ، (Jakarta: Ghalia Indonesia, 1999)  , 155
[49] Mestika Zed, Metode Penelitian Kepustakaan, (Jakarta: Yayasan Obor, 2004),  2
[50] Suryabrata, Sumadi. Metode Penelitian. (Jakarta : Raja Grafindo Persada, 2002), 32
[51] Mestika Zed, Metode Penelitian Kepustakaan, 2004. Jakarta. 2
[52]Mardalis, Metode Penelitian, Suatu Pendekatan Proposal, (Jakarta : BinaAksara, 1996), 28
[53]Arikunto, Suharsimi. Prosedur Penelitian- Suatu Pendekatan Praktik, (Jakarta : PT. RinekaCipta, 2006), 129
[54]Setiadi, Bambang. Metode Penelitian Untuk Pengajaran Bahasa Asing. (Yogyakarta : Graha Ilmu, 2006), 273
[55] انظر دروس البلاغة. ص.101

Komentar

Postingan populer dari blog ini

Travel dokument dan macam macamnya

Bilingualisme dan Dialogsia

Strategi Pembelajaran Mufrodat